1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصالح ألمانيا والأزمة القطرية.. مخاوف من التغيير

علاء جمعة
١٧ يونيو ٢٠١٧

الحصار الخليجي العربي على قطر يمس أيضا بالمصالح الألمانية، فالأزمة قد تجلب أيضا مخاطر اقتصادية على ألمانيا، كما أنّ هناك مخاوف من أية تغييرات قد تجريها قطر في حجم استثماراتها ألأجنبية الخارجية نتيجة الحصار.

https://p.dw.com/p/2eq3u
Katar | Militärparade in Katar
صورة من: picture-alliance/Photoshot

بعد الأزمة القطرية، يبدو وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابريل منهمكا في البحث والتقصي ويتمتم في أوقات مختلفة  "أنه وقت الدبلوماسية". وحل ضيفا على غابريل نظيره وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. والذي تواجه بلاده حاليا مشاكل كبيرة مع جيرانها الدول الخليجية الأخر، تحت قيادة المملكة العربية السعودية. فالحدود البرية أغلقت أمام هذه الدولة الخليجية الصغيرة، كما تواجه الدوحة حصارا جويا وبحريا من قبل جيرانها وذلك بسبب مزاعم دعم المنظمات الإرهابية من قبل الإمارة. 

ويقول غابريل أمام ضيوفه "علينا أن نجد الحلول، وخاصة  بما يتعلق بالحصار البحري والجوي". البعض في ألمانيا لا يرغبون أن يتبنى وزير الخارجية الألمانية موقفا واضحا من قطر، إلا أنّ لكلّ أسبابه.

الألمان  ومصالحهم

"لدى وزارة الخارجية الألمانية في المنطقة تقليد طويل للحوار في منطقة الشرق الأوسط، ولا ينحصر ذلك على المنظمات الإرهابية المحظورة دوليا فقط" كما تقول مديرة مركز ايبنتز للدراسات الشرقية الحديثة أولريكه فرايتاغ.

الزيارة المقررة لوزير الخارجية القطري آل ثاني والتي جاءت على شكل سريع، جاءت متزامنة مع جدول زيارات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية السعودية عادل الجبير مؤخرا في ألمانيا، ما يؤكد على أن ألمانيا أضحت وسيطا مطلوبا بحسب فرايتاغ. والجهود الألمانية المبذولة  لحل الأزمة واضحة  ومفهومة بحسب الخبيرة الألمانية ، فهناك استثمارات كبيرة من القطريين والسعوديين في ألمانيا، لذلك فإنّ من مصلحة ألمانيا إيجاد تعاون بين هذين  الدولتين أوروبيا. كما توضح فرايتاغ وتتابع"عدم إنحياز ألمانيا لأحد الأطراف هو أمر جيد على الأقل ".

Wolfenbüttel Bundesaußenminister Sigmar Gabriel trifft den katarischen Außenminister Scheich Mohammed Al Thani
وزير الخارجية الألمانية ونظيره القطريصورة من: Imago/photothek/T. Koehler

المال القطري  في  ألمانيا 

ويخضع المال القطري في الشركات الألمانية الآن للكثير من التكهنات. فهل من الممكن مثلا أن تتوقف مشاريع سيمنز في السعودية، وكيف ستكون التغييرات لدى أسهم الدويتشه بنك، حتى أن المجلس الإشرافي لشركة فولكسفاغن للسيارات بها مشرفان من قطر. كما أن التساؤل الأكبر ماذا سيحدث لألمانيا لو أحتاج القطريون أنفسهم لأموالهم المستثمرة في ألمانيا، وأرادوا استردادها بشكل فجائي. وماذا سيعني لألمانيا تواجد رأس المال الأجنبي بها، في حال تم إدانة قطر بدعم الإرهاب.

الشركات الألمانية تلتزم الصمت عندما يتعلق الأمر بالمستثمرين العرب. دويتشه بنك اعتذر عن التعليق بخصوص هذا الموضوع. إذ أن الاستثمار القطري في البنك بحدود 9 بالمئة. فيما علقت إدارة فولكس فاغن باقتضاب وقالت: "نحن نراقب التطورات الحالية والأمل في حل سريع للنزاع"، وتحوز نسبة الاستثمار  القطري بها إلى ما نسبته 17 بالمئة. أما بالنسبة للاستثمارات القطرية في سيمنز فهي متواضعة ولا تتعدى 3.3 بالمئة لذلك لن تؤثر على الأعمال التجارية.

Ulrike Freitag, Direktorin des Zentrums Moderner Orient
أولريكه فرايتاغصورة من: DW/H. Kiesel

الاقتصاد الألماني بحالة انتظار لما ستسفر عنه التغييرات في الخليج. ويرى مارتن كلاين أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية في جامعة هالة، أن  خطر التغيير للمؤسسات الألمانية المعنية قليل جدا، ويقول "أعتقد أنّ المخاطر للشركات المعنية منخفضة في الواقع". ويتابع " من غير الوارد أن تجري قطر تغييرا في نهجها السياسي والاقتصادي، ولن تغير في طبيعة استثماراتها". وكلاين مقتنع أنه لن يصيب سيمينز ولا دويتشه بنك أو فولكس فاغن أية تأثيرات، ويقول كي يكون هناك تغيير يجب أن يكون الحصار على قطر مدعوم من الأمم المتحدة وهو أمر غير وارد.

لعبة  القوى  في  الخليج 

ينظر صنّاع السياسة الخارجية الألمان الى منطقة الخليج بقلق يفوق قلق الاقتصاديين ورجال المال. ولا يمثل زيغمار غابريل خروجاً عن هذا النهج. وبهذا السياق، يقول أوميد نوريبور، عضو البرلمان من حزب الخضر المعارض إنّ زيغمار غابريل يبذل مجهودا واضحا ويضيف " تعجبني ردود الفعل الحذرة من وزير الخارجية، حتى لو كانت فكرة الحرب أمراً غير وارد".

ومع ذلك، قال نوريبور "إنه يفتقد موقف واضح من برلين لهذا الأمر" ويقول أنه من المحير إن أصواتٍ من داخل ألمانيا سعيدة بالاتهامات التي تتعلق بدعم قطر للإرهاب. إلا أنّ السياسي الألماني لا يعتقد أن المزاعم التي تسوقها السعودية بخصوص قطر حقيقية. بل أنه" أمر مشكوك به"

من جهته  يرى رودريش كيزفيتر رئيس للسياسة الخارجية للمجموعة البرلمانية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي منتقدا أنّ الأزمة القطرية هي أمر حساس و " قطر لا تحظى بتقدير على لائحة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، وهي تتدخل دوليا في الشأن الليبي مثلا".

ويتابع  السياسي الألماني معتبرا أنه حتى لو قدمت ألمانيا دعما في الماضي للمملكة العربية السعودية، إلا أنّ هذا الدعم لا يمكن أن يتواصل حاليا. ويقول" إن أزمة الخليج بين السعودية وقطر يمكن أن تشعل المنطقة بنزاع إقليمي مع إيران. وتابع السياسي في الحزب الديمقراطي المسيحي " ربما كان من الواجب اتخاذ موقف أوروبي موحد فيما يخص التعامل مع السعودية إلا أنه بالنسبة لكيزفيتر فيعتقد أن السعودية تبقي أراضها خالية من الإرهاب عن طريق تمويلات الأنشطة المتشددة في البلد الأخرى".

هاينر كيزل/ علاء جمعة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد