1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل وتحديات جديدة في خضم شرق أوسط جديد

١٧ أكتوبر ٢٠١٩

يهدد الهجوم العسكري الذي تشنه تركيا على شمال شرق سوريا بقلب الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط رأسا على عقب. وهو أمر يطال إسرائيل ويضعها أمام تحديات جديدة نتيجة أخطاء كبيرة على اكثر من صعيد.

https://p.dw.com/p/3RSzM
Israel Regierungsbildung | Benjamin Netanjahu & Reuven Rivlin
صورة من: Reuters/R. Zvulun

يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يفعل سوى القليل من أجل إسرائيل. واعتبر أولمرت في تصريحات لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للدولة اليهودية وسيادة إسرائيل على هضبة الجولان بمثابة ايماءة فارغة.

وأوضح أولمرت: "هذه خطوة إعلانية تفتقر إلى الجوهر، لأن هضبة الجولان مضمومة  منذ ديسمبر/ كانون الأول 1981 إلى إسرائيل، أي منذ 38 عامًا"، مضيفًا أن بيان ترامب تسبب في المزيد من الجدل حول سيطرة إسرائيل على الجولان في الوقت الذي بالكاد تحدث فيه أحد عنها.

ولم ير أولمرت سببًا "للاندهاش تجاه الانسحاب من سوريا"، مشيرًا إلى أن الانسحاب الأمريكي تَذكِرة بأن إسرائيل بمفردها.

خيبة أمل

وتعكس تعليقات أولمرت شعورًا كبيرًا بخيبة أمل وتوتر في إسرائيل حيال سياسة ترامب في الشرق الأوسط، وقد تسبب قرار الرئيس بالانسحاب من سوريا في مزيد من القلق.

بدورها، علقت الصحيفة الإسرائيلية هآرتس ذات الطابع الليبرالي بالقول: "إن الدليل الواضح على الطريقة الفوضوية التي يتعامل بها الرئيس الأمريكي يثير القلق على المدى الطويل، فمن خلال ذلك يبدو أنه ملتزم فقط تجاه نفسه. على ضوء ذلك، يكاد يكون من الممتع ملاحظة تراجع أعداد مؤيدي ترامب في الإعلام الإسرائيلي الراغبين بالسفسطة لتبرير أفعال المُحِب المُفتَرَض لإسرائيل والذي يشغل حاليًا البيت الأبيض".

Türkei/Syrien: Ceylanpinar - Rauch über syrische Stadt Ras al-Ain
مشاهد من تبعات القصف التركي على مدينة رأس العين في شمال شرق سوريا قرب الحدود التركيةصورة من: Reuters/S. Nenov

نزاع مع إيران

يأتي انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في وقت غير مناسب لإسرائيل، ذلك أن إيران قد لجأت إلى استخدام سوريا منذ سنوات لتحدي إسرائيل بدعمها بشار الأسد لكسب موطئ قدم في جوار الأخيرة، وقد بات فيلق القدس شبه العسكري التابع للحرس الثوري الإيراني أقرب إلى الحدود الإسرائيلية أكثر من أي وقت سابق.

وقد وصف أولمرت، في تصريحات أدلى بها لجيروزاليم بوست، هذا التواجد بـ"فشل" لإسرائيل، مبيَّنًا: "إن السماح لإيران بالتسلل إلى سوريا هو أكبر فشل في الدفاع الأمني لإسرائيل؛ والأكبر خلال الخمسين عامًا الماضية منذ حرب أكتوبر".

من جهته، يرى الزميل الزائر في معهد بروكنجز إيال تسير كوهين أن إخراج الإيرانيين ربما بات صعبًا الآن، لافتًا إلى أن إسرائيل ربما تُترك بمفردها للتعامل معهم. وأضاف: "لقد طمأن الإسرائيليون أنفسهم بوقوف الأمريكيين إلى جانبهم حال واجهوا تهديدًا وشيكًا يتعلق ببقائهم، ومن ثم ينبغي على صناع القرار في القدس أن يعيدوا التفكير بعناية في هذا النموذج بعد ما تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن الأكراد".

تحدث كوهين أيضًا عن تأثير ذلك على علاقة إسرائيل بالدول العربية، فقال: "كان من الأسهل على السعودية والإمارات أن تريا مزايا التواصل مع إسرائيل وربما التعاون، لاسيما وأن إيران عدو مشترك". ومع ذلك، فمن الممكن على ضوء عدم الأهمية المحسوسة لرد الفعل الأمريكي تجاه هجمة إيرانية ممكنة على البنية التحتية للنفط السعودي أن تُغير ديناميكية الأمور. وأضاف: "ستسعى دول عربية إلى التفاوض على صفقة مع إيران وإيحاد تسوية وتخفيف التصاعد والحفاظ على الأمور بشكل هادئ". الأمر الذي يمكن أن يكون معناه هو أن تنأى بنفسها عن إسرائيل.

ويمكن لتأثير إيران الممتد أن يعني الشيء نفسه بالنسبة إلى روسيا، إذ ربما يطلب الأكراد دعمًا عسكريًّا من روسيا في مواجهة تركيا مثلما فعلوا مع النظام السوري. ويرى كوهين أنه في حال حدث ذلك فمن الممكن لـ"موسكو أن تكسب دعم الأكراد دون أدنى مجهود، وتصبح ملايين الدولارات المُستثمرة في تسليحهم وبنيتهم التحتية وحقول البترول الخاصة بهم في يد الروس بشكل مجاني".

ويشكل التواجد المتزايد لروسيا معضلة لإسرائيل، ذلك أنه من الممكن أن يحتوي إيران وفي الوقت نفسه يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها، وهو أمر من شأنه أن يعطي لروسيا ثقلا أكبر يمكن أن يحدد توازن القوة بين الجانبين.

ماذا عن الدول العربية؟

يبقى موقف الدول العربية أحد الأسئلة المفتوحة، إذ أوردت وسائل إعلام تابعة للحكومة الأردنية تصريحات على لسان المتحدث باسم البرلمان الأردني يطالب فيها بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي و"ممارساته الوحشية" في الأراضي الفلسطينية. وهو انتقاد غير معتاد من الأردن، أحد أقرب شركاء إسرائيل من العرب، وربما تكون التعليقات محض صدفة أو إشارة إلى تحديات قادمة.

كريستين كنيب / ج.ا

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات