1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تونس ـ استفتاء حاسم على دستور جديد "فُصّل على مقاس سعيّد"

٢٥ يوليو ٢٠٢٢

يدلي التونسيون بأصواتهم في استفتاء على دستور جديد يمنح صلاحيات واسعة للرئيس وتقول المعارضة، التي قاطعت الاستفتاء، إنه "مفصّل على قياس" سعيد، بينما الأخير يعتبره امتدادا لعملية "تصحيح المسار". نسبة المشاركة لن تكون حاسمة!

https://p.dw.com/p/4EaPU
 (25/7/2022) مواطن تونسي يدلي بصوته في الاستفتاء على الدستور الجديد
بحسب هيئة الانتخابات، تسجّل أكثر من تسعة ملايين ناخبًا للمشاركة في الاستفتاءصورة من: ZOUBEIR SOUISSI/REUTERS

شرع التونسيون اليوم الاثنين (25 يوليو/تموز 2022) بالتصويت في استفتاء حول مشروع دستور جديد يمنح صلاحيات واسعة للرئيس قيس سعيّد وقد يعيد البلاد إلى نظام سلطوي شبيه بذلك الذي كان قائمًا قبل عام 2011، كما يقول معارضو سعيد.

وفتح أكثر من 11 ألف مركز اقتراع أبوابه أمام المواطنين.

ولم يتضح متى سيتم إعلان النتائج بعد انتهاء التصويت، ولكن بعض المحللين يتوقعون التصويت بالموافقة على مسودة الدستور مع إقبال منخفض بسبب عدم وجود حماس يذكر على ما يبدو للتصويت بين معظم التونسيين ومقاطعة الأحزاب الرئيسية.

وبموجب "قواعد سعيد" للاستفتاء ليس هناك حاجة إلى حد أدنى من المشاركة لإقرار الدستور الجديد. وتشترط هذه القواعد فقط أن يدخل حيز التنفيذ بمجرد نشر النتائج النهائية ولا تذكر ما سيحدث إذا رفضه الناخبون.

وبحسب هيئة الانتخابات، تسجّل أكثر من تسعة ملايين ناخبًا للمشاركة في الاستفتاء الذي ترفضه معظم الأحزاب السياسية وينتقده حقوقيون. وبدأ المغتربون البالغ أكثر من 300 ألف الإدلاء بأصواتهم السبت ولديهم الوقت حتى الاثنين للاقتراع.

ومن شأن الاستفتاء وفق سعيّد، وضع حدّ للأزمة السياسية. ويمارس الرئيس التونسي منذ عام الحكم بشكل منفرد أكثر فأكثر ويقود البلاد إلى "جمهورية جديدة" تعتبرها المعارضة "انقلاباً".

تجدد الاحتجاجات ضد الاستفتاء على الدستور في تونس

نسبة المشاركة .. مسألة حاسمة

نسبة المشاركة هي الرهان الأبرز في هذا الاستفتاء الذي لا يتطلب حدًّا أدنى من المشاركة. ويثير مشروع الدستور الجديد مخاوف لدى خبراء بتأسيسه لنظام رئاسي بامتياز يتعارض كليا مع النظام البرلماني الذي جاء به دستور ما بعد ثورة 2011 في تونس التي اعتُبرت المثال الناجح في المنطقة لما أُطلِقت عليه تسمية "الربيع العربي".

وتعتبر مرحلة الاستفتاء هي الثانية ضمن خطة تم إقرارها من قبل الرئيس سعيد بعدما قام بتعليق ثم حلّ المؤسسات الجمهورية بما فيها البرلمان، بالإضافة إلى تغيير قانون منظم للمجلس الأعلى للقضاء وهيئة الانتخابات.

وتنصّ مسودة الدستور الجديد على أن يتولى الرئيس السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يعيّنه ويمكن أن يقيله إن شاء، دون أن يكون للبرلمان دور في ذلك. كذلك يملك الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، صلاحيات ضبط السياسة العامة للدولة ويحدد اختياراتها الأساسية، ولمشاريعه القانونية "أولوية النظر" من قبل نواب البرلمان. فضلا عن ذلك، انقسمت الوظيفة التشريعية بين "مجلس نواب الشعب" الذي ينتخب نوابه باقتراع مباشر لمدة خمس سنوات و"المجلس الوطني للجهات" ويضم ممثلين منتخبين عن كل منطقة على أن يصدر لاحقاً قانون يحدد مهامه.

ومن بين ثلاث انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية جرت مرتين منذ الثورة بلغت أقل نسبة مشاركة 41 في المئة في عام 2019 للمجلس الذي حله سعيد. ويمكن أن تثير أي نسبة مشاركة أقل بكثير من هذا المعدل اليوم الاثنين المزيد من التساؤلات حول شرعية الدستور الجديد لسعيد ومشروعه لإعادة تشكيل السياسة التونسية.

تونس: انقسام تجاه مشروع الدستور التونسي

"دستور على مقاس سعيّد"

تندّد المعارضة ومنظمات غير حكومية بالنصّ الجديد معتبرةً أنه "مفصّل على قياس" سعيّد ويحصر السلطات بأيدي الرئيس الذي لن يمكن إقالته بموجب الدستور الجديد، خلافًا لما جاء في دستور العام 2014. في المقابل يُمنح للرئيس الحق في حل البرلمان والمجلس الوطني للجهات.

وتنصّل أستاذ القانون الدستوري الصادق بلعيد الذي كلّفه سعيّد صياغة مسودة الدستور الجديد، من النصّ النهائي الذي نشره الرئيس، معتبرًا أنه "يفتح المجال أمام نظام دكتاتوري".

ودعا حزب النهضة ذو المرجعية الإسلامية وأبرز المعارضين للرئيس، إلى مقاطعة الاستفتاء واعتباره "مسارا غير قانوني"، بينما ترك الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر النقابات العمالية، حرية القرار لأنصاره.

ويعتبر سعيّد (64 عامًا) مشروع الدستور الجديد امتدادًا لعملية "تصحيح المسار". وقد بدأها بقرارات لم تكن متوقعة في 25 تمّوز/يونيو 2021 باحتكار السلطات في البلاد وإقالة رئيس الحكومة السابق وتجميد أعمال البرلمان ليحله بالكامل لاحقاً. ومن المقرر أن تُنظم انتخابات نيابية في كانون الأول/ديسمبر.

وأمام الرئيس وضع اقتصادي واجتماعي متأزم في البلاد ومهمّة شاقة لايجاد الحلول لذلك، خصوصاً بعد ارتفاع نسبة البطالة والتضخم وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين التي زادت الأزمة الروسية الأوكرانية من تراجعها.

ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، رويترز)