1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فون دير لايين تطرح خطة أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين

١٧ سبتمبر ٢٠٢٣

خلال زيارتها إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، أطلقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خطة أوروبية لمساعدة إيطاليا بشأن الهجرة. جاء ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الجزيرة الإيطالية تدفقاً لأعداد كبيرة من المهاجرين

https://p.dw.com/p/4WRoE
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (17/9/2023)
طرحت المسؤولة الأوروبية خطة تقوم على التضامن الأوروبي لمساعدة روما على إدارة تدفق المهاجرين الوافدين إليهاصورة من: YARA NARDI/REUTERS

دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال زيارتها ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأحد (17سبتمبر/أيلول 2023) جزيرة لامبيدوسا، إلى تضامن أوروبي لمساعدة روما على إدارة تدفق المهاجرين الوافدين عبر البحر المتوسط بما يفوق القدرات الاستيعابية للجزيرة الإيطالية الصغيرة.

وزارت المسؤولتان الجزيرة المتوسطية على وقع استقبالها آلاف المهاجرين في الأيام القليلة الماضية، في أزمة أعادت فتح الجدل بشأن تقاسم المسؤوليات بين دول الاتحاد الأوروبي. وقالت ميلوني التي ترأس ائتلافاً حكومياً من اليمين واليمين المتطرف إن "ضغط الهجرة الذي تعانيه إيطاليا منذ بداية السنة لا يمكن احتماله".

وتقع جزيرة لامبيدوسا على بعد أقل من 150 كيلومترا من الساحل التونسي، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط أملًا في الوصول إلى أوروبا. واستقبلت السواحل الإيطالية أكثر من 127 ألف مهاجر منذ مطلع 2023، وهو ضعف عددهم في الفترة ذاتها في 2022.

خطة من عشر نقاط

وتهدف الخطة التي عرضتها فون دير لايين - وهي من عشر نقاط - إلى تحسين إدارة الوضع الراهن من خلال توزيع طالبي اللجوء بين الدول الأوروبية بشكل أفضل، وتفادي تكرار تدفقهم بأعداد كبيرة على سواحل إيطاليا بشكل يستنزف قدراتها اللوجستية والإدارية.

ضابط في الجيش الإيطالي يغلق بوابة مركز استقبال للمهاجرين في جزيرة لامبيدوسا، السبت 16 سبتمبر 2023.
تشهد الجزيرة الإيطالية تدفقاً لأعداد متزايدة من المهاجرين القادمين من السواحل الإفريقية ما سبب أزمة كبرى لإيطالياصورة من: Cecilia Fabiano/AP Photo/picture alliance

وتلحظ الخطة زيادة التعاون بين إيطاليا والوكالة الأوروبية للهجرة والوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود والسواحل (فرونتكس) لتسجيل المهاجرين وأخذ بصماتهم وغيرها من الإجراءات، على أن تعزز "فرونتكس" ووكالات أخرى مراقبتها البحرية "ودراسة الخيارات لتوسيع عمليات البحرية في المتوسط".

وتشمل الخطة كذلك تسريع الدعم المالي لتونس التي ينطلق منها غالبية المهاجرين، والتحاور مع أبرز الدول التي يأتون منها مثل غينيا وساحل العاج والسنغال وبوركينا فاسو، لإعادتهم في حال لم يستوفوا شروط اللجوء، كما تشمل الخطة اتخاذ تدابير للحد من استخدام المراكب غير الصالحة للإبحار واتخاذ إجراءات ضد سلاسل الإمداد ولوجستيات المهربين.

وتتضمن الخطة كذلك تكثيف حملات التوعية والتواصل للتحذير من مخاطر عبور البحر الأبيض المتوسط، مع الاستمرار في تقديم بدائل مثل الاستقبال لدواع إنسانية والقنوات القانونية، وتكثيف التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة لاعتماد نهج شامل لضمان الحماية على طول المسارات وزيادة عمليات العودة الطوعية المدعومة انطلاقاً من بلدان العبور.

دل قارب يحمل مهاجرين يقترب من رصيف فافالورو في ميناء جزيرة لامبيدوسا الصقلية، جنوب إيطاليا، السبت 16 سبتمبر 2023.
تتضمن خطة فون دير لايين تكثيف حملات التوعية والتواصل للتحذير من مخاطر عبور البحر الأبيض المتوسط،صورة من: Cecilia Fabiano/AP Photo/picture alliance

"مستقبل أوروبا على المحك"

وقالت ميلوني في مؤتمر صحافي مشترك مع فون دير لايين إن "المستقبل الذي تريده أوروبا لنفسها هو على المحك هنا لأن مستقبل أوروبا هو رهن قدرتها على مواجهة التحديات الكبرى".

وتنتقد ميلوني نقص التضامن الأوروبي مع بلادها التي تعد أبرز نقطة وصول في القارة للمهاجرين الوافدين عبر المتوسط، واستقبلت هذا العام نحو 130 ألفا منهم.

وحضت فون دير لايين دول التكتل على أداء دورها في هذا المجال. وقالت "الهجرة غير القانونية هي تحدٍّ أوروبي يحتاج الى ردّ أوروبي"، داعية "الدول الأعضاء الى استضافة" قسم من المهاجرين الوافدين الى لامبيدوسا.

كما دعت الدول الأعضاء الى اعتماد "آلية التضامن الأوروبي الطوعية" التي تنظم نقل طالبي اللجوء من بلد الوصول إلى دول أعضاء أخرى لتخفيف العبء، من دون أن تذكر ألمانيا التي أعلنت هذا الأسبوع تعليق استقبال الوافدين عبر إيطاليا "حتى إشعار آخر".

 سكان الجزيرة غاضبون    

ووصلت فون دير لايين وميلوني في وقت سابق الأحد إلى الجزيرة، وأيضاً وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي ومفوّضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية يلفا يوهانسون.

وكان في استقبال المسؤولين في مطار الجزيرة، جمع من سكانها الذين ضاقوا ذرعاً بتزايد وصول المهاجرين إليها وهددوا بقطع طريق موكب الزائرين الرسميين. وقال أحد الصياديين متوجها إلى ميلوني: "لقد سئمنا أن تشكّل الجزيرة منصة" للمسؤولين من دون أن تتمّ متابعة نتائج زياراتهم إليها.

وتعهدت ميلوني أمام هؤلاء بـ"القيام بكل ما يمكننا فعله"، مضيفة "كما العادة، سآخذ المسؤولية على عاتقي".

وانتقلت فون دير لايين وميلوني الى ميناء لامبيدوسا حيث رست عشرات المراكب الصغيرة التي ينتقل على متنها طالبو اللجوء، وتنطلق غالبيتها من السواحل التونسية غير البعيدة. وتفقدت فون دير لاين وميلوني مركز استقبال المهاجرين، وتحدثتا مع بعض المهاجرين.

المهاجرون يواصلون التوافد

وقال الصليب الأحمر الإيطالي الذي يدير مركز استقبال المهاجرين في لامبيدوسا "ثمة نحو 1500 شخص هذا الصباح" في المركز الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 400 شخص فقط. وتحدث عن "عمليات نقل مقررة خلال النهار" الى صقلية والبرّ الأوروبي.

وتوجهت سفن الانقاذ التابعة لمنظمات غير حكومية مثل "جيو بارنتس" و"أطباء بلا حدود" الى موانئ رئيسية في إيطاليا بعدما نفذت خلال الفترة الماضية 11 عملية أنقذت خلالها ما يصل الى 500 شخص. إلا أن عشرات المراكب الصغيرة لا تزال تحاول يومياً عبور المتوسط وتصل إلى شواطئ لامبيدوسا.

كانت ميلوني قد دعت الاتحاد الأوروبي إلى المساعدة في تخفيف الضغط عن إيطاليا بعدما وصل إلى الجزيرة نحو 8500 شخص بين الاثنين والأربعاء على متن 199 مركبًا، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تشكّل أزمة الهجرة هذه محور جهود دبلوماسية مكثّفة منذ ثلاثة أيام.

وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأحد أن أزمة الهجرة ستكون على جدول أعمال قمتين قارتين من المقرر عقدهما في تشرين الأول/أكتوبر. من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني أنه يعتزم طرح القضية أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)