1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في ذكرى الثورة التونسية.. الآلاف يتظاهرون ضد الرئيس سعيّد

١٤ يناير ٢٠٢٣

شارك الآلاف من التونسيين في مسيرات احتجاجية بالعاصمة تونس ضد الرئيس التونسي قيس سعيّد وتنديدا بالوضع الاقتصادي المتردي. وفيما تأتي الاحتجاجات في ذكرى مرور 12 عاما على الثورة، رفع متظاهرون لافتات تطالب برحيل سعيّد.

https://p.dw.com/p/4MC6i
شارك الآلاف من التونسيين في مسيرات احتجاجية بالعاصمة تونس ضد الرئيس التونسي قيس سعيّد (14 يناير 2023).
شارك الآلاف من التونسيين في مسيرات احتجاجية بالعاصمة تونس ضد الرئيس التونسي قيس سعيّد.صورة من: Yassine Mahjoub/NurPhoto/picture alliance

خرج آلاف المتظاهرين في مسيرة مناهضة لسيطرة الرئيس التونسي قيس سعيد شبه الكاملة على السلطة في وسط تونس العاصمة اليوم السبت (14 يناير/ كانون الثاني 2023) مطالبين بتنحيه، وذلك في الذكرى السنوية ليوم رئيسي في ثورة 2011 التي جلبت الديمقراطية.

واكتظ شارع الحبيب بورقيبة وسط المدينة، وهو الموقع التقليدي للمظاهرات الكبرى، بآلاف المحتجين الذين يلوحون بالأعلام التونسية، بحسب صحفي من رويترز هناك، وسط هتافات "الشعب يطالب بإسقاط النظام".

واستمر الوجود المكثف للشرطة قرب مبنى وزارة الداخلية في الشارع إلى جانب مدافع المياه. واستمرت الاحتجاجات لساعات بهدوء دون أي اشتباكات مع المتظاهرين.

وقال زعيم حزب العمال المعارض في تونس حمة الهمامي، إن "مصير الرئيس التونسي قيس سعيد، سيكون السجن أو الهروب الى الخارج"، خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة اليوم السبت بمناسبة ذكرى الثورة.

وشارك حزب العمال اليساري التوجه في الاحتجاجات اليوم مع باقي الأحزاب المعارضة في مسعى لزيادة الضغط على الرئيس التونسي، الذي يقود السلطة بصلاحيات واسعة كرسها الدستور الجديد، الذي وضعه عبر استفتاء شعبي في 25 تموز/يوليو الماضي.

وقال الزعيم التاريخي للحزب في شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد توافد أنصار المعارضة، "نحيي ذكرى الثورة التي تنكر لها قيس سعيد وحاول أن يلغي هذا اليوم". وتابع الهمامي "نحن هنا في الشارع لنوجه رسالة الى قيس سعيد لنقول له "ارحل" وأن هذا الشعب سيسقطك مثلما أسقط بن علي".

 متظاهر يرفع لافتة لجبهة الخلاص الوطني المعارضة تطالب برحيل الرئيس قيس سعيّد.
رفع متظاهرون لافتات تطالب برحيل الرئيس قيس سعيّد.صورة من: Yassine Mahjoub/NurPhoto/picture alliance

وفي مثل هذا اليوم عام 2011 شهد الشارع نفسه احتجاجات حاشدة أدت في نهاية المطاف إلى مغادرة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي للبلاد بعد 23 عاما في الحكم الى المملكة السعودية حيث قضى بقية حياته حتى وفاته في 2019.

وشهد الانتقال الديمقراطي في البلاد منذ 2011 الكثير من المطبات في حين حذرت منظمات حقوقية من خطورة الصلاحيات شبه المطلقة للرئيس على الديمقراطية.

وتتهم المعارضة الرئيس قيس سعيد بالتأسيس لحكم فردي بعد إعلانه التدابير الاستثنائية منذ 25 تموز/يوليو 2021 وحله البرلمان المنتخب في 2019 وإلغائه دستور 2014.

وقال المحتج أنور علي (34 عاما) "تونس تمر بأخطر أوقات تاريخها،سعيد سيطر على كل السلطات وضرب الديمقراطية.الاقتصاد يحتضر، لن نصمت. سنتصدى للطاغية الجديد مثلما طردنا الطاغية القديم".

وتجاوز المتظاهرون صفوف رجال الشرطة والحواجز المعدنية للوصول إلى الشارع، متحدين الجهود الأولية التي بذلتها السلطات لفصل عدة احتجاجات متوازية دعت إليها أحزاب سياسية مختلفة ومنظمات المجتمع المدني.

وقالت شيماء عيسى، وهي معارضة لسعيّد وناشطة شاركت في ثورة 2011 "كنا في شارع بورقيبة في جان (يناير) في 2011. حين لم يكن سعيّد هناك وكان يتقرب من حزب التجمع (حزب بن علي). اليوم يغلق الشارع أمامنا. سنصل إلى الشارع مهما كان الثمن. أمر حزين ومخز أننا نتظاهر ضد الاستبداد بعد 12 عام من الثورة".

وعقب وصول المحتجين لشارع بورقيبة رفعوا شعارات "ارحل ارحل" و"الشعب يريد إسقاط الانقلاب.. يا شعب ثور على سعيّد الديكتاتور".

الرئيس التونسي قيس سعيّد (17 ديسمبر 2022).
حل سعيّد البرلمان المنتخب في عام 2021 وبدأ في إعادة تشكيل النظام السياسي.صورة من: Tunisian Presidency via REUTERS

وحل سعيد البرلمان المنتخب في عام 2021 وبدأ في إعادة تشكيل النظام السياسي، لكن ضعف الإقبال على انتخابات ديسمبر/ كانون الأول لاختيار أعضاء مجلس تشريعي جديد بلا سلطات في الغالب كشف عن ضعف التأييد الشعبي لما أجراه من تعديلات.

ويقول الرئيس التونسي المنتخب بأغلبية فاقت 70 بالمئة بالدور الثاني للانتخابات الرئاسية في 2019، إنه يريد تصحيح مسار الثورة ومكافحة الفساد والفوضى بمؤسسات الدولة. وتعارض القوى السياسية الرئيسية، بما في ذلك معظم الأحزاب والنقابات العمالية، الآن مشروع سعيد ويصفه الكثيرون بأنه انقلاب مناهض للديمقراطية.

وفي غضون ذلك يتهاوى الاقتصاد، مع اختفاء سلع أساسية من على الأرفف دون تمكن الحكومة بعد من تأمين خطة إنقاذ دولية مع مواجهة مالية الدولة للإفلاس.

ع.أ.ج/ أ.ح (د ب ا، أ ف ب، رويترز)