1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليبيا.. وقف إطلاق نار هش والإصبع على الزناد

١٢ يناير ٢٠٢٠

هدأ وقف إطلاق النار في ليبيا الذي دعت إليه تركيا وروسيا القتال العنيف والضربات الجوية لكن المتحاربين تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة وسط استمرار المناوشات حول طرابلس. هذا في وقت رحبت به جهات عربية ودولية بوقف المعارك.

https://p.dw.com/p/3W5es
)استراحة محارب تابع لقوات حكومة الوفاق (صورة من الأرشيف
)استراحة محارب تابع لقوات حكومة الوفاق (صورة من الأرشيفصورة من: picture alliance / AP Photo

دخل اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا حيز التنفيذ الأحد بعد أشهر من المعارك عند أبواب طرابلس وإثر مبادرة من أنقرة وموسكو ومباحثات دبلوماسية مكثفة فرضتها الخشية من تدويل إضافي للنزاعوأعلن رجل شرق ليبيا النافذ المشير خليفة حفتر الذي يسعى منذ نيسان/أبريل للسيطرة على طرابلس، الاتفاق قبيل دخوله حيز التنفيذ منتصف ليل السبت الأحد.

وبعد عدة ساعات، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج موافقته كذلك على وقف إطلاق النار لكنه شدد على "الحق المشروع" لقوات حكومته بـ"الرّد على أي هجوم أو عدوان".

ترحيب عربي ودولي

ورحب الاتحاد الأوروبي وبعثة الأمم المتحدة والجامعة العربية بالإعلانين، ودعتا الطرفين إلى احترام وقف إطلاق النار واستئناف المسار السياسي.

والأحد رحّبت سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا في بيان مشترك بقبول الأطراف في ليبيا وقف إطلاق النار، وحثّت الأطراف على اغتنام هذه الفرصة الهشة لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية الرئيسية التي تكمن وراء الصراع.

وبدا أنّ الجانبين الليبيين تراجعا أمام الضغوط الدبلوماسية، في ظل الخشية من تدويل متزايد للنزاع الدائر عند السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.

هدنة هشة

وبعيد منتصف الليل، سمع دوي مدفعية وسط طرابلس، قبل أن يسود هدوء حذر في الضواحي الجنوبية للعاصمة حيث تدور مواجهات منذ عدة أشهر بين قوات حكومة الوفاق وتلك الموالية لحفتر. وعلى جبهة الرملة الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس، راقب مقاتلون تابعون لحكومة الوفاق تحرّكات الجهة المقابلة.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس مقاتلين ينظّفون أسلحتهم ويقومون بتلقيمها. وأعلن المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق العقيد الطيار محمد قنونو مقتل أحد العناصر الموالين للحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة في إطلاق نار من "ميليشيات" حفتر في عين زارة. وتابع أن "قواتنا الباسلة تلتزم أوامر قيادة العملية وتُحافظ على مواقعها والأصابع على الزناد، وستردّ الصاع بعشرة أن استشعرت من العدو غدرا".

في المقابل اتّهمت قوات حفتر خصومها بخرق وقف إطلاق النار معلنة إسقاط طائرة مسيّرة كانت تحلّق فوق مواقعها. وكان المتحدث باسم قوات الحكومة مصطفى الماجي قد أشار في اتصال مع فرانس برس منتصف نهار الأحد إلى "وضع هادئ حتى الآن على الجبهات".

من جانبها، تحدثت حكومة الوفاق في بيان عن "خروقات" من قبل القوات الموالية لحفتر "في محوري صلاح الدين ووادي الربيع" في جنوب العاصمة "بعد دقائق فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ". وذكّر البيان بموقف حكومة الوفاق "الثابت" القاضي بأنّ "انسحاب المعتدي (...) هو السبيل الوحيد لإنجاح أي مبادرة".

وبينما لم يتم الإعلان عن أي آليات لمراقبة وقف إطلاق النار، فإنّ سلطات طرابلس دعت "اللجان العسكرية المقترحة من الطرفين لإعداد الإجراءات الكفيلة بوقف إطلاق النار تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة". وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين اتخذا المبادرة الأربعاء بدعوة طرفي النزاع إلى وقف الأعمال العدائية. واعتبرت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد، أنّ الطرفين "يعملان على الالتزام" بالاتفاق، مشيرة إلى "وضع هادئ".

مصر تؤكد "التعامل بحزم مع التدخل الخارجي"

على صعيد متصل، غادر القاهرة مساء اليوم الأحد عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي متوجها على رأس وفد إلى موسكو في زيارة لروسيا يبحث خلالها آخر التطورات في بلاده على ضوء اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية. وكان صالح قد التقى خلال زيارته لمصر مع علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري وعدد من القيادات وكبار المسئولين لبحث آخر التطورات على الساحة الليبية إلى جانب مشاركته في بعض فعاليات البرلمان العربي لاستعراض الأزمة الليبية.

ورحبت مصر بوقف إطلاق النار، وأكدت دعمها لحل شامل يحفظ أمن ليبيا وأمن دول جوارها ودول حوض البحر المتوسط، ويحفظ وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، مع التعامل بحزم مع التدخل الأجنبي في البلاد.

وفي إسطنبول عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، اجتماعاً مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج. واستغرق الاجتماع المغلق، قرابة ساعتين ونصف الساعة في المكتب الرئاسي بقصر دولمه بهجه بمدينة إسطنبول، بحسب وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية. ولم يصدر بعد، بيان من الرئاسة التركية حول فحوى الاجتماع.

أنغيلا ميركل التقت فلاديمير بوتين في موسكو في إطار حشدها لمؤتمر برلين
أنغيلا ميركل التقت فلاديمير بوتين في موسكو في إطار حشدها لمؤتمر برلينصورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Metzel

الكونغو تدعو لتحرك أفريقي عاجل لمنع تدويل الأزمة

من جانبه، قال وزير خارجية الكونغو برازفيل إن رئيس بلاده دينيس ساسو انجيسو بعثه إلى الرئيس الموريتاني للدعوة لتحرك أفريقي عاجل وفعال لمنع تدويل الأزمة الليبية. وصرح جان كلود جاكوسو وزير الخارجية والتعاون المبعوث الخاص للرئيس الكونغولي للصحفيين مساء اليوم الأحد في نواكشوط حاملاً رسالة للرئيس الموريتاني تسلمها نيابة عنه رئيس الوزراء "الوضع في ليبيا قد دخل مرحلة تحول مثيرة للقلق للغاية والأسباب معروفة".

وأضاف "هناك خطراً كبيراً جداً لتدويل النزاع الليبي كما لو أن الشعب الليبي لم يعانِ بما فيه الكفاية مما يستدعي أن تتبنى إفريقيا موقفا موحدا حول هذا النزاع وأن تُسمع صوتها في محافل الأمم حيث أن هناك بالفعل عملية تقودها الأمم المتحدة بواسطة ممثلها السيد غسان سلامه". وقال إن "هناك استعدادات جارية لانعقاد قمة في برلين، ولا يمكن لأفريقيا أن تبقى على هامش هذه التطورات المعنية بها باعتبار ليبيا دولة أفريقية وعضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي الشيء الذي لا يمكن معه أن تبقى أفريقيا مكتوفة الأيدي".

ومنذ بدء القوات الموالية لحفتر هجومها باتجاه طرابلس، قتل أكثر من 280 مدنياً، بحسب الأمم المتحدة التي تشير أيضاً إلى مقتل أكثر من ألفي مقاتل ونزوح 146 ألفًا بسبب المعارك المستمرة في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011

في وقت تخشى أوروبا من تحوّل ليبيا إلى "سوريا ثانية"، التقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في موسكو أمس السبت بالرئيس الروسي. ورحبت ميركل بالجهود الروسية-التركية، آملة أن توجه قريبا "الدعوات إلى مؤتمر في برلين ترعاه الأمم المتحدة".

ز.أ.ب/خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)