1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نتانياهو يزور ألمانيا في خضم الجدل حول إصلاحه القضائي

١٦ مارس ٢٠٢٣

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ألمانيا في زيارة رسمية يلتقي خلالها المسؤلين الألمان. تأتي الزيارة وسط جدل شديد يدور في إسرائيل حول تعديلات في النظام القضائي انتقدتها برلين، فيما تستمر المظاهرات داخل إسرائيل رفضاً لها.

https://p.dw.com/p/4OlrY
المستشار الألماني ورئيس الوزراء الإسرائيلي في زيارة للمنصة 17
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع إكليلاً من الزهور مع المستشار الألماني أولاف شولتس على (المنصة 17) صورة من: Matthias Rietschel/REUTERS

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس (16 مارس/آذار 2023) إلى برلين حيث من المتوقع أن يحضّه القادة الألمان على إعادة النظر في الإصلاح القضائي المثير للجدل.

زيارة للنصب التذكاري للهولوكوست

وبدأ نتانياهو زيارته في الصباح - برفقة المستشار الألماني اولاف شولتس - بزيارة إلى النصب التذكاري للترحيل "الرصيف17" التي انطلقت منها بين خريف عام 1941 إلى ربيع عام 1942 قطارات حملت آلاف اليهود إلى معسكرات اعتقال وعمل وتصفية تابعة للنظام النازي.

وقال نتنياهو خلال زيارة النصب التذكاري " نحن نعرف أن المطالبات بمحو إسرائيل لم تتوقف". وصرح نتنياهو بأن الدرس المهم الذي تم تعلمه من الهولوكوست هو التصدي مبكرا لمثل هذه التهديدات لمنع مثل هذه الكوارث.
في الوقت نفسه، أكد نتنياهو الشراكة الموثوقة مع ألمانيا ووجه الشكر إلى شولتس على استقباله، وقال إن الأصدقاء الذين يشاطرون قيم إسرائيل ومخاوفها، هم موضع ترحيب دائما.


من جانبه، قال شولتس عن النصب التذكاري إنه مكان تم ترحيل الكثير من الناس منه إلى الموت المؤكد "وهذا هو السبب في أننا لن ننسى المسؤولية التي تحملناها من هذا التاريخ وأننا سنلتزم بها بشكل دائم" مشيرا إلى أن 
هذا يتضمن أيضا الترابط الوثيق مع دولة إسرائيل.

وفي أعقاب هذه الزيارة، سيحضر الجانبان مأدبة غداء يعقبها مؤتمر صحفي في ديوان المستشارية،  وسيعقد نتنياهو في وقت لاحق لقاء مع الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في القصر الرئاسي بيلفو.

ونشرت الشرطة الألمانية أكثر من 3000 فرد لتأمين زيارة نتنياهو التي يصاحبها العديد من المظاهرات. 

ضغوط من المعارضة الإسرائيلية

وثمة حالة من الترقب لكيفية رد فعل شولتس على هذه الخطط المثيرة للجدل خلال الزيارة. وكانت الحكومة الألمانية قد تعرضت لضغوط بعدما طلب معارضون إسرائيليون منها إلغاء الزيارة.

وانتقدت الحكومة الألمانية مؤخرا حكومة نتنياهو اليمينية بسبب الإصلاح القضائي الذي تخطط له. وأكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أثناء توجهه الأربعاء إلى إستونيا أنه سيناقش الإصلاح المثير للجدل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اجتماعهما المقرر بعد ظهر الخميس.

وقال شتاينماير إن إسرائيل هي "الديموقراطية الوحيدة في المنطقة بأسرها، وهي دولة تتمتع بوضع دستوري قوي". وأضاف الرئيس الألماني الذي يعد منصبه شرفياً لكنه شخصية تحظى باحترام واسع، أن "ما يثير إعجابنا في إسرائيل" يجب "الحفاظ عليه". وذكر شتاينماير أنه يراهن على "الصوت الذكي والمتوازن" لصديقه ونظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

وأثار مشروع قانون الإصلاح القضائي احتجاجات وتظاهرات يشارك فيها الآلاف منذ أكثر من شهرين، إذ يرى معارضوه أنه يرمي إلى تقويض السلطة القضائية لصالح السلطة السياسية، محذّرين من أنه يشكّل تهديدا للنظام الديموقراطي.

ويعتبر معارضو مشروع الإصلاح أنه يمنح السياسيين مزيداً من السلطة على حساب القضاء، وأنه يهدف إلى حماية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يواجه محاكمة بتهم تتعلق بالفساد.

مخاوف من حرب أهلية 

وقبل توجهه إلى ألمانيا التي وصل إليها مساء الأربعاء، رفض الزعيم الإسرائيلي وائتلافه مسودة حل وسط بشأن مشروع الإصلاح القضائي الهادف إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا والذي سبّب انقساما في الرأي العام. 

وجاء الاقتراح من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي حذّر من خطر اندلاع "حرب أهلية". ويحافظ مشروع هرتسوغ على الطرح الحكومي بحدّ قدرة المحكمة العليا على إلغاء قوانين أساسية، لكنه يقترح تعديلات على النقاط المثيرة للجدل في الإصلاح.

وعلى عكس المسودة المعروضة حاليًا على البرلمان، يقترح مشروع التسوية أن تتمكّن المحكمة، في ظل ظروف معينة، من الطعن في تعديلات القوانين التي تعتبر بمثابة الدستور في إسرائيل.

الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ
حذر الرئيس الإسرائيلي من مخاطر اندلاع حرب أهلية في البلادصورة من: Virginia Mayo/AP/dpa/picture alliance

ونبّه الرئيس الإسرائيلي الأربعاء من أن "أي شخص يعتقد أن حرباً أهلية حقيقية تودي بأرواح بشرية هي حدّ لن نصل إليه، ليس لديه فكرة عمّا يتحدث عنه"، مؤكداً أنه مقتنع بأن "غالبية الإسرائيليين تريد حلاً وسطاً".

وتابع هرتسوغ: "الآن بالضبط، في العام الخامس والسبعين لاستقلال دولة إسرائيل، صارت الهاوية قريبة. اليوم أقول لكم ما قلته لهم: الحرب الأهلية هي خط أحمر. لن أسمح بحدوثها".

لكن بنيامين نتانياهو رد على مسودة التسوية قائلاً إن "ما يقترحه الرئيس لم يقبله ممثلو الائتلاف الحاكم". ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفاؤه الإصلاح ضروريا لإعادة التوازن بين المسؤولين المنتخبين والمحكمة العليا التي يعتبرونها مسيّسة.

وصادق الكنيست الإسرائيلي الثلاثاء في قراءة أولى على بند يسمح بإلغاء بعض قرارات المحكمة العليا، وسبق أن اعتمد في شباط/فبراير بنوداً أخرى لقيت إدانة.

المظاهرات الحاشدة مستمرة

ومنذ الإعلان في مطلع كانون الثاني/يناير عن خطة الإصلاح التي تريد تنفيذها الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، بدأت تظاهرات حاشدة أسبوعية تنظم في أنحاء البلاد للتنديد بما يصفه منتقدوها بانحراف مناهض للديموقراطية.

جانب من المظاهرات في إسرائيل المعارضة لخطة الحكومة للإصلاح القضائي
تستمر في إسرائيل المظاهرات الحاشدة للتنديد بتعديلات الحكومة المقترحة على النظام القضائي.صورة من: Saeed Qaq/imago images/ZUMA Wire

وقبل مغادرة نتانياهو إلى ألمانيا، تظاهر إسرائيليون معارضون للإصلاح في مطار تل أبيب ووضعوا ملصقات كتب عليها "لا تعُد".

وخرج صباح اليوم متظاهرون الى الشوارع في مناطق عدة في إسرائيل، للاحتجاج على الإصلاحات. في وسط تل أبيب، علقت لافتة كتب عليها "نهاية الديموقراطية"، وخرجت تظاهرات في كل من حيفا والقدس.

ومن المقرر أن ينظّم إسرائيليون مقيمون في برلين احتجاجات بعد ظهر الخميس عند بوابة براندنبورغ في وسط العاصمة الألمانية، تحت شعار "الدفاع عن ديموقراطية إسرائيل".

في الأثناء، بعث ألف كاتب وفنان ومفكّر إسرائيلي رسالة إلى سفيري ألمانيا وبريطانيا في إسرائيل لحضّهما على إلغاء زيارة نتانياهو للبلدين. وعلّق المتحدث باسم الحكومة الألمانية في وقت سابق من هذا الأسبوع قائلا إن بنيامين نتانياهو هو "رئيس وزراء إسرائيل المنتخب وبالتالي ضيف عادي في ألمانيا".

ع.ح./ا.ف. (أ ف ب)

تظاهرات جديدة بإسرائيل ضد الاصلاح القضائي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد