1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير: صورة "أوزيل" و"أردوغان" لم تتسبب خسارة "المانشافت"

٩ يوليو ٢٠١٨

ما يزال الجدل حول مشاركة "أوزيل" في مونديال روسيا قائما على خلفية صورة له مع الرئيس التركي أردوغان. الخبير في شؤون الاندماج إرين غوفيرجين يوضح في حديث مع DW عربية انعكاسات الجدل القائم بهذا الخصوص على الشباب والاندماج.

https://p.dw.com/p/315WA
Fussball Länderspiel Österreich - Deutschland: Messut Özil
صورة من: picture-alliance/sampics/S. Matzke

"مسعود أوزيل" لم يعد فقط نجما كرويا لامعا بين صفوف المنتخب الألماني، بل انتقل اسمه إلى دائرة النقاش السياسي أيضا. الخروج المبكر لمنتخب ألمانيا من مونديال "روسيا" تسبب في كثير من الانتقادات للاعب الألماني من أصول تركية، وكانت البداية بعد انتشار صورة له مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".

DW عربية، حاورت الخبير والكاتب الألماني من أصول تركية المتخصص في قضايا الاندماج بألمانيا إرين غوفيرجين حول قضية "أوزيل" وبُعدها السياسي وآثارها على الاندماج في ألمانيا. 

DW عربية: كيف يبدو "أوزيل" في السياق الحالي، هل هو مستهدف كما يرى البعض؟ وهل يرى الأتراك في "أوزيل" ضحية؟

إرين غوفيرجين: النقاش الدائر حاليا بخصوص "أوزيل" هو نقاش عاطفي للغاية. مشاركات المنتخب الألماني كانت جيدة في بطولات كأس العالم السابقة، وخسارته هذه المرة في "مونديال" روسيا، خلقت نقاشا واسعا حول المنتخب الألماني وأوزيل كذلك. كما فتحت النقاش أمام مواضيع أخرى تتعلق بالجنسية والإيديولوجيا. الحديث عن الكرة تحول إلى حديث حول الاستياء من الشعب التركي، وصارت الجالية التركية محور النقاش في ألمانيا.

أعتقد، أن أوزيل لا يملك مستشارا جيدا كباقي اللاعبين، وهو ما جعله يلتقي بالرئيس التركي قبل دخوله مباريات كأس العالم. صورة أوزيل كانت لها أبعاد سياسية، حتى لو لم يقصد هو ذلك. 

Erdogan mit Özil (picture-alliance/dpa/Uncredited/Presdential Press Service)
صورة أردوغان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغانصورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service

هل أخطأ التقدير حين ظهر إلى جانب أردوغان ولم ينتبه لخطورة الأمر؟

ـ  نعم! أخطأ أوزيل، لأن الصورة صادفت مع حملة الانتخابات التركية في حينها. هذا فضلا عن استخدامها، من قِبل بعض الساسة الأتراك، بطريقة سياسية. لم يكن هذا خطأ أوزيل لوحده وإنما مستشاريه أيضا. بل أن اتحاد ألمانيا لكرة القدم يتحمل جزء من هذه المشكلة هو الآخر، لأنه لم يتواصل بشكل جيد خلال الأزمة. ربما كانوا يعتقدون أن الصورة لن تسبب في مشكلة للفريق بأكمله، لم يستوعبوا فداحة المشكلة. لكن أوزيل بدوره، اقترف خطأ آخراً حين امتنع عن التواصل مع وسائل الإعلام، ولم يشرح حيثيات التقاطه لهذه الصورة إلى جانب "طيب رجب أردوغان".

إلى أي حد يتحمل "أوزيل" أوزار سياسة "أردوغان" وصورته السلبية؟

ـ  أعتقد أن مشكلة المنتخب الألماني لم تكن "أوزيل"، فهو لم يكن لاعبا سيئا. كل عناصر الفريق لم تلعب بطريقة جيدة، لهذا لا داعي للقول إن "أوزيل" هو المشكلة الأساسية في خسارة المنتخب الألماني بالمونديال. أعتقد أن الفريق ليست لديه مشكلة كبيرة مع "أوزيل". وقد تمت شخصنة المشكل في "أوزيل"، من طرف الإعلام  وكذلك اتحاد ألمانيا لكرة القدم، في حين أن الأمر يتعلق بفريق كامل. ومن الظلم أن نقول إن الصورة هي من تسببت في خسارة المنتخب الألماني كما يقول الإعلام وبعض الساسة كذلك؛ المنتخب يعاني من مشاكل أخرى.

Türkei Journalist Eren Güvercin,
الخبير والكاتب التركي إيرين جوفيرشينصورة من: Meriem Marghich/DW

وكان من المفروض أن يشرح "أوزيل" لمشجعيه الألمان وللإعلام أن هذه الصورة لا علاقة لها بالسياسة ويظهر لهم خلفيات التقاطها. فهو ألماني أيضا ولو أنه من أصل تركي، و "أردوغان" وحزبه استخدموا الصورة دون اطلاع "أوزيل" على نيتهم من ذلك.

ألا تظنون أن طريقة التعامل مع أوزيل، ستزرع في كثير من النجوم الصاعدين، خاصة الأتراك، الخوف من مواجهة نفس المصير؟

ـ  في ألمانيا، تعودنا الحديث عن اندماج الشباب الأتراك والمسلمين في المجتمع. وهذا الحديث عن "أوزيل" والمنتخب الألماني، لن يكون له تأثيرا إيجابيا على الشباب سواء الأتراك أو العرب بصفة عامة...

في المستقبل، قد يقرر بعض هؤلاء الشباب عدم الانضمام للمنتخب الألماني بسبب ما يحدث لـ"أوزيل" حاليا، وبسبب متابعتهم لما يقوله الرأي العام بهذا الخصوص. "أوزيل" واحد من أفضل اللاعبين في أوروبا والعالم، إذا لم يحترموا مساره وموهبته، كيف للشباب أن يفهموا ما يحدث بطريقة جيدة، ويروه كرسالة إيجابية؟

كيف يمكن لهذه الأحداث أن تؤثر على اندماج الجالية التركية؟

ـ  بعض الأحزاب كحزب البديل من أجل ألمانيا (AFD)، يناقش هذا الموضوع بطريقة نظرية، وحتى عندما نقرأ الجرائد وتصريحات بعض من أعضاء الاتحاد الاجتماعي المسيحي((CSU أو أطراف أخرى، يتبين لنا أكثر الأجندات القومية التي تحركها.

أعتقد أن ما يقومون به لن يكون له تأثير إيجابي على موضوع الاندماج. نتحدث عن 20 سنة من الاندماج، عن الجيل الذي ولد هنا في ألمانيا، وهذه هي أرضهم الأم، ويتحدثون اللغة الألمانية بطريقة جيدة، لكن وسائل الإعلام ما تزال تتحدث عن اندماجهم داخل المجتمع. هؤلاء جزء من ألمانيا، فعن أي اندماج نتحدث؟ هذا لا يمت بصلة للواقع المعاش، والنقاش السائد حول الموضوع غير مفيد للمجتمع إطلاقا.

 

إرين غوفيرجين: خبير وكاتب ألماني  من أصول تركية متخصص في قضايا الاندماج

حاورته: مريم مرغيش