1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيل المديح للصين يضع "الصحة العالمية" في قفص الاتهام

٢٠ أبريل ٢٠٢٠

يتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة الصحة العالمية بسوء التدبير في أزمة كورونا والانصياع للصين. لكن خبراء ينظرون إلى علاقة الصين ومنظمة الصحة العالمية من منظور آخر أكثر تعقيدا.

https://p.dw.com/p/3bBBV
China Tedros Adhanom und Xi Jinping
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Naohiko Hatta

 

إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق المساهمات المالية للولايات المتحدة الأمريكية لصالح منظمة الصحة العالمية أثار انتقادات قوية على المستوى الدولي. فهذا القرار في أوج أزمة كورونا العالمية وصفع البعض بالخطوة غير مسؤولة، كما يُستشف من المواقف الرسمية المعلن عنها في الصين وألمانيا وروسيا أو الاتحاد الأوروبي.
وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس حث نظيره الأمريكي مايك بومبيو في رسالة "على عدم اتخاذ خطوات خلال الجائحة المستمرة، ما من شأنه إضعاف التنظيمات التابعة للأمم المتحدة". رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون صرح لـ DW بشأن قرار ترامب "إنها خطوة غير منطقية من قبل الرئيس (ترامب). إنه عمل من قبيل التدمير الذاتي. ولنحمي أنفسنا في ألمانيا أو أمريكا يجبب علينا التحرك على المستوى الدولي".

 

ما مدى نفوذ الصين وتأثيرها على "الصحة العالمية"؟
ترامب اتهم المنظمة الدولية بالفشل التام في طريقة تدبيرها للوباء واعتبر أنها "مقربة من الصين". وفي السياق نفسه هناك غير مباشر لدور الصين في تفشي الجائحة. كما أكد أن المنظمة مررت "معلومات خاطئة" بشأن الصين وحول تفشي الفيروس وتبنت تصريحات لبكين بدون انتقاد أو أخذ مسافة منها. وأكد ترامب أنه لو تصرفت المنظمة بشكل مختلف اتجاه الصين لتجنب العالم هذا العدد الضخم من الوفيات.
وبالرغم من أن سياسيين ومراقبين جوليين يرون في الهجوم المزدوج لترامب على الصين ومنظمة الصحة العالمية مناورة سياسية لصرف الأنظار، فإن البعض يتساءل عما إذا كان انتقاده للمنظمة بانصياعها للصين مبني على أساس أم لا؟ وهل للصين تأثير كبير على المنظمة الدولية؟

 

 

الأسابيع الأولى للوباء..كانت حاسمة
الواقع أن القيادة في بكين تسترت في المرحلة الأولى للوباء ولم تترك مجالا للشفافية. وهذا حقيقة لا يرددها ترامب لوحده. فإلى أي مدى تواطأت منظمة الصحة العالمية في البداية مع السلطات الصينية. في البداية، كان السؤال حول انتقال العدوى من إنسان إلى آخر بالفيروس المستجد. وهذا الخطر تم وصفه في الـ 14 من يناير/ كانون الثاني كاحتمال ضعيف. وفي تغريدة على تويتر وصفت منظمة الصحة العالمية هذا الاحتمال بأنه "يفتقد لأدلة واضحة".

وتدافع منظمة الصحة العالمية عن نفسها بالإشارة إلى أنها فور معرفتها بالمؤشرات الأولى المتعلقة بفيروس من ووهان، (أي في الأول من يناير/ كانون الثاني 2020) حركت جميع الآليات الداخلية وأخبرت في الخامس من نفس الشهر جميع الدول الأعضاء حول تفشي الفيروس. كما أنها أشارت باستمرار إلى إمكانية انتقال العدوى من إنسان إلى آخر. وحتى الـ 14 من يناير/ كانون الثاني لم تود أدلة واضحة عن ذلك متوفرة. لكن المنتقدين يتحدثون عن "أسابيع مبكرة مفقودة" تمكن فيها الكثير من سكان ووهان المصابين من السفر ونشر الفيروس في الصين وبصفة غير مباشرة في العالم.

 

"عدم حصر الصين إلى زاوية ضيقة"
يرى الخبير الألماني توماس غيديس في تصريح لـ DW أنه يتصور أن منظمة الصحة العالمية كانت تخشى إثارة التساؤلات حول تعامل الصين مع الوباء. "هذا كان سيجعل بكين محاصرة في زاوية ضيقة تضطر معها لموقف الدفاع وتصعيد الأزمة (..) وكان ذلك سيؤدي ربما إلى تقديم الصين للمجتمع الدولي معلومات أقل، أو تمنع خبراء منظمة الصحة العالمية من دخول الصين". لكن هذا التحفظ الدبلوماسي لا يفسر إغداق المدير العام للمنظمة المديح لبكين. ويعتبر الخبير غيديس أن هذا التنويه كان مفرطا وغير ضروري.

 


تشابك المصالح بي بكبن و"الصحة العالمية" 
بعض الحكومات بالتحديد في آسيا ـ لاسيما اليابان والهند واستراليا ـ تشتكي من تأثير قوي للصين داخل منظمة الصحة العالمية. وهذا القلق يصفه خبير الصين، غيديس بأنه مشروع، لأن تأثير الصين داخل المنظمة زاد في السنوات الماضية. ويرى غيديس ثلاثة أسباب لذلك: "أولا تقف الصين كمساهم كبير مستقبلي، وهذا أفق مغري بالنسبة إلى المنظمة. وثانيا تعزز التعاون بين الصين ومنظمة الصحة العالمية في إطار "صحة طريق الحرير" المروج لها من قبل الصين وفي شكل دعم هدفه نوع من التأمين الصحي العالمي. وثالثا: الصين أصبحت قوة اقتصادية ودبلوماسية بإمكانها التأثير على قرارات سياسية وتشكيل تحالفات دولية. وبتعبير آخر يمكن القول بأن منظمة الصحة العالمية تحتاج الصين إلى جانبها.

هانس شبروس/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات