1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هجوم فيينا .. مخاوف من تهديد الوجود الإسلامي بالنمسا!

٣ نوفمبر ٢٠٢٠

بعد تأكيد النمسا أن هجوم فيينا الإرهابي "له دوافع إسلاموية" ومنفذه "شخص متطرف من أنصار داعش"؛ هل يكون لهذا الهجوم عواقب سلبية قد تشكل تهديداً على وجود المسلمين في النمسا؟ وكيف تعامل المسلمون مع هذه الجريمة البشعة؟

https://p.dw.com/p/3kpZD
فيينا بعد العمل الإرهابي الذي وقع في مساء الاثنين 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020
الهجوم الذي الإرهابي الذي شنه أحد المتعاطفين مع داعش في النمسا يثير المخاوف من أن يحمل مسلمو النمسا عبء العمل الإرهابي. صورة من: Herbert Neubauer/APA/picture alliance

ما تزال النمسا في حالة من الصدمة والذهول عقب ليلة دامية، حيث شهدت العاصمة النمساوية فيينا هجوماً إرهابياً وحشياً راح ضحيته عدد من الأبرياء. وتتكشف الحقائق بشأن هذا الهجوم في ظل استمرار التحقيقات، إذ إن المعلومات المؤكدة التي أوردتها الداخلية النمساوية تشير إلى أن أحد منفذي العملية هو من أصل ألباني، عمره 20 عاما ويحمل جنسيتي النمسا ومقدونيا الشمالية، كما أنه من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وسبق أن أدين العام الماضي بجريمة إرهابية لمحاولة السفر إلى سوريا للالتحاق بداعش.

رجاء الجالية المسلمة!

صدمة كبيرة أصيب بها سكان النمسا من تلك العملية، فقد كانت البلاد حتى الآن في منأى نسبياً عن موجة الهجمات الإرهابية الإسلاموية في أوروبا في السنوات الأخيرة. وكان يعتقد بأن فيينا عاصمة دولة حيادية في مأمن عن مثل هذه الهجمات مقارنة بباريس ولندن وبروكسل على سبيل المثال، بحسب ما أفاده السيد طرفة بغجاتي رئيس مبادرة المسلمين النمساويين لـ (DW) عربية.

وقال بغجاتي: "كان هناك رجاء ضمني لدى الجالية المسلمة في النمسا ألا يكون الجاني مسلماً، حتى لا يحسب على الإسلام والمسلمين". متابعاً أن الصدمة كانت أكبر عندما تم معرفة أنه من مواليد النمسا، الأمر الذي قد يساء استغلاله بأن يكون ذريعة لتحميل مسلمي النمسا مسؤولية هذا العمل الوحشي".

وأوضح بغجاتي، وهو رئيس منبر الحوار المسيحي الإسلامي في النمسا أيضاً، أن فيينا قد شهدت أكثر من 10 عمليات إرهابية منذ عام 1975 حتى اليوم، غير أن هذه العمليات كان لمعظمها بعداً خارجياً، ولم تكن هجوماً يستهدف النمسا بحد ذاتها، باستثناء هجوم "جماعة أبو نضال"، الذي استهدف الكنيس اليهودي عام 1981، وهو المكان نفسه الذي بدأ فيه هجوم مساء الاثنين (2/11/2020). وقد صنف هجوم فيينا كعمل ذي خلفية إسلاموية وهي المرة الأولى التي تشهد فيها النمسا عملاً مماثلاً يستهدفها.

تضامن كبير

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تنديداً بهذا العمل واستنكر مسلمو النمسا الهجوم الإرهابي المريع معتبرين أنه لا يمثل الإسلام والمسلمين، في ظل مخاوف كبيرة بين الجالية الإسلامية من تبعات هذه الهجمة عليهم. ونشر أحد المغردين على حسابه الخاص في موقع تويتر قائلاً: "الإرهابيون ليسوا مسلمين، حتى وإن ادعوا ذلك"

كما نشر تجمع للشباب المسلمين في النمسا تغريدة على تويتر تعبيراً عن تضامنهم في دقيقة صمت:

وغرد آخر يقول إن "لإسلام ليس كذلك، هؤلاء ليسوا مسلمين".

كما تحدث رئيس الهيئة الإسلامية بالنمسا إيميت فورال في حوار مع التلفزيون النمساوي (orf tv ) قائلاً "لقد آلمنا بعمق ما حدث، إنه هجوم على مدينتنا، وأفضل رد على هذا العمل الإرهابي، هو التكاتف مع بعض لنقف في وجه منهج التفرقة الذي يريد الإرهاب أن يحدث لنا، إن ديموقراطيتنا وحريتنا وليبراليتنا قوية، هي التي ستقف في وجه الإرهاب، وبالتالي فإن الانقسام ليس له أي مكان بيننا".

مخاوف المسلمين

ومن جهته عبّر بغجاتي عن وجود قلق من استخدام هذه العملية الوحشية من قبل اليمين المتطرف في النمسا بهدف التجييش ضد المسلمين في البلاد، مؤكداً في حواره مع (DW) عربية أنه: "يجب التصدي للخطاب الشعبوي عبر التضامن مع أهل هذه البلاد التي هي بلادنا". وأضاف بغجاتي أنه يناشد السلطات ألا يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد الجمعيات المسلمة وألا يحملوا المسلمين عبء هذه العملية البشعة، مؤكداً أن الجمعيات والهيئات الإسلامية هي جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة.

الرعب والتوتر يخيمان على الشارع النمساوي في فيينا في الوقت الحالي، بحسب ما وصفته الصحفية نيرمين اسماعيل من فيينا بالنمسا، إذ أن "مدينة الأنس" لم تشهد عملاً إرهابياً منذ وقت طويل. وذكرت الصحفية في حوارها مع (DW) عربية أن حقيقة أن الهجوم ذو خلفية إسلاموية أثار الرعب في نفوس المسلمين بشكل أكبر خوفاً من انتشار الإسلاموفوبيا واستخدام هذه الجريمة ضدهم.

 غير أن نرمين إسماعيل أشارت إلى ما يمكن أن يهدئ من هذه المخاوف، إذ قام شابان من أصل تركي بمساعدة ضابط شرطة نمساوي أثناء الهجوم معرضين حياتهما للخطر، إضافة إلى العمل البطولي الذي قام به الشاب الفلسطيني الذي كرمته الشرطة النمساوية بإعطائه "النيشان الذهبي"، وقالت هذه الحوادث قد تكون إشارة إلى أن "المسلم ليس إرهابياً"، وأضافت أن المارة في ذلك الوقت كانوا يساعدون بعضهم دون تفكير في الدين أو العرق أي بدافع إنساني.

كما سلطت الضوء على أهمية تصريح المستشار النمساوي سيباستيان كورتس الذي قال فيه:

" يجب أن ندرك دائماً أن هذا ليس خلافاً بين المسيحيين والمسلمين أو بين النمساويين والمهاجرين. هذا صراع بين العديد من الناس الذين يؤمنون بالسلام والقلة الذين يريدون الحرب". إذ أنه على الرغم من توجهه اليميني لم يقم بمهاجمة المسلمين والأجانب.

ريم ضوا