1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بن سلمان يزور اليونان.. فهل انتهت عزلته الدبلوماسية؟

٢٦ يوليو ٢٠٢٢

مؤخرا استقبل الرئيس الأمريكي في جدة، والآن يزور ولي عهد السعودية اليونان في أول زيارة رسمية له لبلد أوروبي منذ سنوات. فهل انتهت عزلته وأُغلِق ملف مقتل الصحافي جمال خاشقجي، يتساءل رونالد مايناردوس* من مركز أثينا للأبحاث.

https://p.dw.com/p/4Ec3T
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (14/12/2021)
هل انتهت مقاطعة الغرب لولي العهد السعودي بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية إثر مقتل خاشقجي؟صورة من: Bandar al-Jaloud/Saudi Royal Palace/AFP

زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى اليونان الثلاثاء (26 تموز/ يوليو 2022) هي أول زيارة له إلى بلد أوروبي منذ مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي عام 2018. وبذلك يترك بن سلمان خلفه مرحلة من النبذ الدبلوماسي، بعد أن كان قادة الدول الغربية لا يرغبون بلقاء المتهم بتدبير اغتيال خاشقجي.

الرئيس الأمريكي جو بادين كسر حاجز الجليد بزيارته الأخيرة إلى السعودية ومصافحته ولي العهد السعودي. وقبل ذلك كان الرئيس التركي قد استبق زيارة بن سلمان إلى أنقرة بنقل ملف قضية خاشقجي إلى السعودية.

ويظهر كل ذلك أن السعودية التي لديها احتياط نفطي هائل وكقوة رائدة في العالم العربي، تعتبر دولة ذات ثقل كبير جدا رغم انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان.

نهاية العزلة؟

وليس صدفة أن تكون زيارة ولي العهد السعودي بعد سنوات من الاستراحة الدبلوماسية الإلزامية، إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي هي اليونان. فرئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس وبالتعاون مع الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسياديس، قد لعب "دورا خاصا" لإنهاء العزلة الدبلوماسية على ولي العهد السعودي، حسب تحليل لموقع "المونيتور" المختص بشؤون الشرق الأوسط.

يسافر بن سلمان إلى اليونان على رأس وفد كبير وجدول أعمال واسع. والملفت في البيانات الرسمية للبلدين هو أن تعميق التعاون العسكري بينهما على رأس جدول أعمال الزيارة. وذكرت وسائل إعلام يونانية أن البلدين سيوقعان اتفاقية حول توسيع التعاون العسكري بينهما.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن في جدة 15.07.2022
كسر الرئيس الأمريكي جو بايدن عزلة ولي العهد السعودي محمد بين سلمان ومقاطعة الغرب له دبلوماسيا بمصافحته والاجتماع معه في جدةصورة من: BANDAR ALGALOUD/REUTERS

التعاون العسكري

يشعر البلدان بتهديدات ملموسة، ففي حين أن السياسة الخارجية والدفاعية السعودية مدفوعة بالقلق حول تنامي نفوذ عدوها اللدود إيران؛ فإن تطلعات تركيا ومطامعها هي الموضوع المهيمن على سياسة أثينا. والدافع الرئيسي لتعميق العلاقات بين اليونان والسعودية هو تبادل الاعتراف بالتهديدات التي يخشاها كل طرف وما يرتبط بذلك من الاستعداد للدعم قولا وفعلا.

في ربيع عام 2021 حين كان قد تم تجاوز أكبر أزمة بين تركيا واليونان للتو، شاركت مقاتلات سعودية في مناورات جوية مشتركة مع سلاح الجو اليوناني فوق بحر إيجة. وقبل ذلك كانت دولة الإمارات، الحليف القوي للسعودية، قد أرسلت مقاتلات إف 16 إلى جزيرة كريت  اليونانية، في ذروة الأزمة والتوتر بين أنقرة وأثينا. وإن مشاركة الإمارات في المناورات الحربية اليونانية أثار استياء تركيا بشكل كبير، والتي كانت المناورات موجهة ضدها.

مقاتلات يونانية في سماء اثنيا احتفالا بمرور 200 عام على استقلال البلاد
المناورات العسكرية اليونانية في المتوسط تثير استياء تركيا التي تراها موجهة ضدهاصورة من: Costas Baltas/REUTERS

"السماء هي الحدود"

وفي مقابل التعاون العسكري والسياسي السعودي، أعارت اليونان بعد مدة قصيرة نظام الدفاع الصاروخي  باتريوت مع فريق تشغيل كامل للسعودية. وحيث أن  الحوثيين يطلقون الصواريخ وبشكل متكرر على أهداف سعودية، فإن صواريخ باتريوت التي قدمتها اليونان تعتبر وسيلة فعالة للتصدي لصواريخ الحوثيين.

وإلى جانب المسائل العسكرية سيتم خلال المحادثات الثنائية بحث توسيع التعاون في المجال الاقتصادي والتقني أيضا. وقال وزير الاستثمار السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، على هامش ملتقى اقتصادي عقد في أثينا نهاية مايو/ أيار الماضي، "إن السماء هي الحدود"، في إشارة إلى إمكانية التعاون غير المحدود بين بلاده واليونان، وإلى الموقع الجيوستراتيجي لليونان بين أوروبا والشرق الأوسط. وهذا ما يطرب رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس ويود سماعه، فهو لا يفوت أي فرصة ليشير إلى أنبلاده تعتبر مركزا استراتيجيا لإمدادات الطاقة لأوروبا مستقبلا.

ولن يقتصر الأمر على بحث أثينا والرياض موضوع الطاقة الأساسي والكبير، وإنما كما أعلن يريد البلدان تمديد كابل في قاع البحر المتوسط لتحسين نقل البيانات بين أوروبا والعالم العربي.

رونالد مايناردوس/ ع.ج

* د. رونالد مايناردوس: مدير برنامج البحر المتوسط في مركز أثينا للأبحاث ELIAMEP