1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء: البرهان و"حميدتي" في مأزق عسكري وسياسي

٢٠ أبريل ٢٠٢٣

بينما يحاول المجتمع الدولي انتزاع وقف لإطلاق النار من قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نزاعهما على السلطة، إلا أن المعارك تتواصل. خبراء يرون أن البرهان و"حميدتي" باتا في مأزق عسكري وسط افتقار كل منهما للدعم.

https://p.dw.com/p/4QKm3
صورة مركبة لعبد الفتاح البرهان ونائبه وخصمه محمد حمدان دقلو "حميدتي".
يرى خبراء أن البرهان و"حميدتي" باتا في مأزق عسكري وسط افتقار كل منهما للدعم.صورة من: Bandar Algaloud/Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance

يتواصل القتال والاشتباكات الدامية في  السودان بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وفشلت حتى الآن  المساعي الدولية في وقف إطلاق النار  بين الطرفين، اللذين وافقا على هدنتين لكنه أيا منهما لم يصمد. 

وعلى وقع المعارك المحتدمة، قال خبراء إن  طرفي الصراع  البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان القائد العام للقوات المسلحة، من جهة قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية، الجنرال محمد حمدان دقلو  ، عالقان في مأزق عسكري وسياسي.

وكانت التوترات بين البرهان وحميدتي قد تصاعدت على وقع خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني.

وفي ذلك، قالت هاجر علي، الباحثة في المعهد الألماني للدراسات العالمية والمناطقية، إن  البرهان كان يرى أن خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش "تعني القضاء على أي خطر وقوع انقلاب محتمل ضده".

في المقابل، يرى سامي حمدي، مدير شركة "إنترناشونال إنترست" للاستشارات الدولية ومقرها لندن، أن حميدتي كان ينظر إلى خطط دمج قواته في الجيش بمثابة محاولة "لقص جناحيه".

وأضاف أن البرهان "كان يحاول كبح جماح قوات الدعم السريع وهو الأمر الذي فطن إليه حميدتي قبل حدوثه، لذا  كان عليه التحرك بشكل مسبق للاستيلاء على السلطة".

المأزق العسكري

وعسكريا، أشارت هاجر علي إلى أن كفة الطرفين متساوية إذ أن الأمر الحاسم يتمثل في "النسبية وليس الحجم المطلق بين القوتين".

وفي مقابلة مع DW، أضافت "قوام قوات الدعم السريع يقدر ما بين 70 ألف و 150 ألف مقاتل في حين أن يتراوح تعداد الجيش ما بين 110 ألف و 120 ألف عنصر يخدمون في الجيش بشكل فعلي".

من جانبه، قال ياسر زيدان، الباحث والمحاضر في الجامعة الوطنية في السودان، إن الجيش السوداني يمتلك مجموعة أوسع من الأسلحة مقارنة بقوات الدعم السريع، مضيفا أن "عتاد الجيش العسكري أفضل فضلا عن امتلاكه مروحيات قتالية وكتائب مختلفة"

 

ورغم ذلك، أشار الخبير في الشأن السوداني إلى أن قوات الدعم السريع "مجهزة بشكل أفضل للانخراط في حرب الشوارع والمدن بفضل امتلاكها مركبات صغيرة مزودة بمدافع رشاشة".

وفي مقابلة مع DW، قال إنه في حالة تمكن البرهان أو حميدتي من تحقيق انتصار عسكري محتمل، رغم صعوبة ذلك، فإن كلاهما "لن يكون بمقدوره حكم البلاد بشكل منفرد نظرا إلى افتقارهما لقاعدة سياسية داعمة لأي منهما".

الافتقار إلى المؤسسات الديمقراطية

يشار إلى أنه بعد الإطاحة بنظام   عمر البشير  في أبريل/  نيسان 2019، جرى تشكيل مجلس عسكري بقيادة البرهان للإشراف على الانتقال الديمقراطي في السودان.

بيد أن  في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021، قام البرهان بانقلاب للإطاحة بالحكومة المدنية برئاسة رئيس الوزراء   عبد الله حمدوك  وتشكيل مجلس سيادي برئاسته رغم الاحتجاجات الرافضة   للعودة الحكم العسكري  والمطالبة بالعودة إلى التحول الديمقراطي في البلاد.

وخلال التظاهرات، قامت قوات الدعم السريع بأعمال قمع ضد المحتجين ما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف.

وفي سياق متصل، قالت هاجر علي إنه على الرغم من إقدام البرهان على "تغييرات دستورية وتسهيل فوزه في الانتخابات بما في ذلك إنشاء مفوضية الانتخابات يمكنها تعديل القواعد الانتخابية، إلا أنه لا يزال يفتقد إلى الوسيلة السياسية التي تضمن له النجاح الفعلي في أي انتخابات مقبلة في السودان".

وأضافت أن غياب وجود حزب سياسي قوي يحكم البلاد على غرار حزب المؤتمر الوطني السابق بزعامة عمر البشير، سيمثل إشكالية كبيرة مع بدء الأطراف المتصارعة في المفاوضات.

وقالت هاجر "لقد أصبح واضحا جدا أن البرهان لا يستطيع أن يحكم البلاد بمفرده، لذا فهو بحاجة إلى الدخول في تحالفات أو اتفاقيات تقاسم سلطة مع أي حزب سياسي. لكنه لا يستطيع ذلك لأنه يفتقر إلى القاعدة السياسية".

محاربة "الجماعات الإسلامية المتطرفة"       

وفي الوقت الذي كان فيه البرهان قليل الحديث إلى الإعلام منذ بدء الاشتباكات السبت الماضي، فإن حميدتي استغل منصات التواصل الاجتماعي لدعوة المجتمع الدولي لدعمه في قتاله ضد ما أسماهم "إسلاميين متطرفين".

وفي تعليقه، قال سامي حمدي إن تغريده حميدتي تشير " إلى أن الأمور لا تسير بالشكل الذي توقعه، لذا فهو يناشد الدعم الدولي."

من جانبها، ترى هاجر علي أن البرهان وحميدتي لن يكون بمقدورهما تحقيق انتصار سياسي أو عسكري في المستقبل القريب، مضيفة "لن يخرج أي طرف منتصرا في هذه الحالة لأن هذه الاشتباكات مجرد معركة وليست الحرب بين الطرفين بشكلها الأوسع".

جنيفر هوليس ) م.ع)