1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موقع "طرازين": رقمنة فن التطريز الفلسطيني لحفظه من الضياع

١٣ أغسطس ٢٠٢٣

بهدف الحفاظ على الثوب الفلسطيني، قامت الناشطة المجتمعية والداعمة لتمكين المرأة اقتصادياً، زين المصري، برقمنة حوالي ألف شكل من المطرزات الفلسطينية التقليدية حيث يمكن تحميلها من موقعها "طرازين" على شبكة الإنترنت.

https://p.dw.com/p/4V4sy
انتشرت موقع "طرازين" على شبكة الإنترنت وبات يلقى رواجا بين محبي فن التطريز
انتشرت موقع "طرازين" على شبكة الإنترنت وبات يلقى رواجا بين محبي فن التطريزصورة من: Courtesy of Zain Masri

مازال عالقاً في ذهن الشابة زين المصري شعورها بالسعادة الغامرة عندما استطاعت إنجاز أول مطرزة في حياتها وهي في سن السابعة. وفي ذلك، قالت زين، التي تبلغ اليوم 31 ربيعاً: "لقد ظل التطريز لسنوات طويلة هوايتي المفضلة أثناء العطلات في منزل جدتي في الأردن".

جائحة كورونا كانت محطة فارقة في حياة زين؛ إذ مثلت لها، وهي تعمل في التسويق وتقيم في دبي، نقطة عودة التواصل بتقاليد وإرث عائلتها في مجال وحرفة ومهارات "فن التطريز الفلسطيني".

وفي مقابلة مع DW، قالت: "لقد انضمت إبان الجائحة إلى مجتمعات افتراضية خاصة بفن التطريز لمعرفة المزيد عن هذا الفن، بعد أن اضطرت إلى البقاء في المنزل لوقت طويل". وأشارت إلى أن أشكال التطريز عالية الدقة كان أحد التحديات الرئيسية لمجتمع التطريز على مستوى العالم، مضيفة: "يجب أن يكون ثمة منصة يمكن من خلالها تنزيل وطباعة أنماط التطريز المختلفة لأن هذا يمثل تراثنا الثقافي".

ولم تنتظر زين كثيراً حتى بدأت في إطلاق قاعدة بيانات خاصة بفن التطريز الفلسطيني، لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة؛ إذ استغرق وقتاً طويلاً في ظل عدم دقة برامج الرقمنة الحالية بما يكفي لفك تشفير الغرز تلقائياً. وعلى وقع ذلك، اضطرت زين إلى القيام بالأمر بشكل يدوي: "لقد أمضيت آلاف الساعات في رقمنة الزخارف وما تم خياطته غرزة غرزة لجعلها قابلة للطباعة والتنزيل من الإنترنت".

ويوفر موقع "طرازين" أكثر من ألف شكل من أشكال التطريز منذ بدء زين المصري عملها في رقمنة الثوب الفلسطيني في أكتوبر / تشرين الأول عام 2021 فيما تمكنت من إطلاق الموقع بشكل رسمي الصيف. وتظهر الإحصاءات أن أكثر من ألف شخص يقومون بزيارة الموقع يوماً.

أسست زين المصري أول قاعدة بيانات لفن التطريز الفلسطيني
أسست زين المصري أول قاعدة بيانات لفن التطريز الفلسطينيصورة من: Courtesy of Zain Masri

ثروة عائلية وراوي حكايات

ورغم أن بلدان عربية وشرق اوسطية تشتهر بالتطريز، إلا أن التطريز الفلسطيني يتسم بالتميز، خاصة عقب إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" فن التطريز الفلسطيني على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي عام 2021.

وعلى ذلك علقت زين أن التطريز "يعد جزءاً من الثقافة الفلسطينية حيث ظل يُستخدم على الدوام كأسلوب لسرد الحكايات، بل قد يساعد في معرفة حالة المرأة إذا كانت عازبة أو متزوجة أو أم أو مطلقة أو أرملة". وأضافت أنه في حالة زواج المرأة، فإنه يتم تطريز "ثوبها بخيط أحمر، أما إذا كانت حامل، فسوف يتم تطريز الثوب على جانبيه. أما إذا باتت المرأة مطلقة أو أرملة فإنه يتم عمل تطريز بألوان داكنة. وتتحول المطرزات إلى ثروة عائلية تحكي حكاية المرأة وحياتها".

ولا يتوقف الأمر على المرأة الفلسطينية، إذ يمتد ذلك إلى الرجال حيث يتم تزين ملابسهم ببعض أشكال التطريز.

حكمات فلسطينيات يقدن مباريات لكرة القدم للرجال

جوائز للموقع وتكريمات لمطلقته

وقد حقق موقع "طرازين" الكثير من النجاح رغم قصر عمره؛ إذ فاز بالميدالية البرونزية كأفضل مشاركة مجتمعية في التعليم والفن والثقافة في حفل توزيع جوائز "إنثيم أووردز" لهذا العام.

بيد أن هذا المشروع لم يكن الأول الذي تُقدم عليه زين ويجذب الانتباه، حيث سبق ذلك مشاريع دشنتها بهدف محو الأمية الرقمية وتعزيز تمكين المرأة العربية اقتصادياً. وفي هذا الصدد، حقق برنامج "مهارات من غوغل" الذي أطلقته زين نجاحاً كبيراً؛ إذ وصل إلى مليوني شخص في المنطقة العربية وساعد الشباب العربي على تطوير مهاراتهم الرقمية.

وعلى مدار العامين الماضيين، جرى اختيار زين ضمن أفضل 30 شخصية قيادية من "فوربس" تحت سن 30 عاماً وأيضاً ضمن قائمة "المؤسسة العربية الأمريكية" التي يقع مقرّها في واشنطن، لأفضل 30 شخصية تحت سن 30 عاماً"، فيما جرى تعيينها مناصرة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وزميلة شبابية في صندوق النقد الدولي.

وعلى وقع ما أنجزته، تشعر عائلة زين المصري خاصة جدها وجدتها بالفخر. وفي ذلك، قالت: "أدرك أن فهم قضية قاعدة البيانات يعد بالأمر بعيد المنال بالنسبة لجدتي وجدي لكن عندما أظهرت لهما بعض القطع النهائية الخاصة بي، باتا أكثر ارتباطاً بها. لقد أضحت تقاليد عائلتنا حية على الإنترنت".

جنيفر هوليس/ م.ع